قصّة على استجابة الدّعاء
تعتبر قصّة زكريّا عليه السّلام من أشهر الأمثلة المُتعدّدة على استجابة الدّعاء والتّوكل على الله، بُعث زكريّا عليه السّلام إلى بني إسرائيل، وقد عاش عمراً طويلاً دون أن ينجب حتّى كاد أن يفقدَ الأمل، فتراه اتّجه بالدّعاء الصّادق إلى الله، قال تعالى: ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا * إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا * قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا * وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا. مريم، 2 -6. ، فنراه قد أَسَرَّ الدّعاء بينه و بين ربّه، وشرح ضعفه وعجزه، وبيّن حاجته، وعلى الرّغم من تقدّمه وزوجته في السّن إلّا أنّ الله رزقهم السّيدة مريم عليها السّلام، فلو لم يكن واثقاً من استجابة الله تعالى له لما اتّجه في البداية إلى الدّعاء، فكل موانع الإنجاب تجمّعت فيهم. ونرى في القصّة أيضاً أن زوجته نذرت "الطفل" لخدمة بيت الله الحرام إلّا أنّ الله رزقهم "طفلة" وهذا يدلّ على أنّ الإنسان قد يطلب أمراً من الله يريده بشدّة، لكن الله قد يعطيه ما فيه خيرٌ له حتّى وإن خالف هواه. في قصّة زكريّا عليه السّلام تتلخّص كل الآداب التي طُرحت سابقاً، وتوفّرت فيه جميع شروط الدّعاء المُستجاب. (5)